نبض سوريا - متابعة
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن إسرائيل نفذت غارات جوية استهدفت "قوات تابعة للنظام الجديد"، بينما صرّح القائد الدرزي "أبو حسن" بأن "السلطة لم تعد تخفي طائفيتها، بل باتت تستخدمها كأداة ممنهجة لإعادة رسم ملامح المجتمع السوري."
وأضافت الصحيفة أن ما يفاقم المشهد هو انضمام "الجيش الوطني" نفسه إلى تلك "الميليشيات الخارجة عن القانون"، في وقت أشارت فيه مصادر ميدانية إلى أن المهاجمين كانوا خليطًا من متطرفين أجانب وفصائل مذهبية، تعمل جميعها تحت غطاء الدولة، التي استغلت حادثة تسجيل صوتي "مفبركة" كذريعة لتصفية حسابات قديمة مع المجتمع الدرزي.
ووفق "نيويورك تايمز"، فقد أسفرت الاشتباكات عن سقوط ما لا يقل عن 39 قتيلًا بين عناصر من الطائفة الدرزية والقوات الحكومية، من بينهم منتسبون إلى وزارتي الدفاع والداخلية، بحسب ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان.
"ما نشهده ليس مجرّد تصعيد عسكري، بل مشروع واضح لفرض هوية واحدة على بلد متعدد الطوائف"، قاله ناشط حقوقي من دمشق، مضيفًا: "الدروز اليوم هم الهدف، لكن غدًا الدور على غيرهم."
وبينما تحاول دمشق إظهار الدروز كمجموعات خارجة عن القانون، تؤكد مصادر الصحيفة أن هذه الميليشيات الدرزية ما هي إلا لجان حماية شعبية، تشكّلت للدفاع عن أحيائها بعد تغوّل السلطة الجديدة، التي تعمل على "إخضاع الدروز بالدم أو بالتجويع."
وفي سياق الربط بين هذه الأحداث ومجازر الساحل الأخيرة، أشارت نيويورك تايمز إلى أن المشهد السوري بات أكثر تفتتًا بعد سقوط الأسد. وكما تقول العامة: "الكحل أحسن من العمى"، فقد أصبح من الواضح أن الحكومة الجديدة – المحسوبة على تيارات إسلامية متشددة لها جذور في تنظيم القاعدة – تسعى إلى إقصاء الأقليات من المعادلة الوطنية. "السلطة الجديدة لا ترى مكانًا لغير المطيعين"، بحسب رأي مراقبون ومتطلعون.