إدارة التوحّش: كيف تستغل السلطة الانتقالية العنف لترسيخ وجودها

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  متابعة

أكد الكاتب والمحلل السياسي "مالك الحافظ" أن وزارة الداخلية التابعة للسلطة الانتقالية تلجأ إلى العنف كأداة لإحكام قبضتها على المجتمع، عبر آليات التفويض غير المباشر واستراتيجية الفوضى الموجهة.


وأشار الحافظ إلى أن الحادثة الأخيرة المعروفة باسم "ليالي الشرق"كشفت عن نهج الوزارة في التعامل مع الأحداث الأمنية، حيث أعلنت عن إلقاء القبض على المهاجمين، لكن لاحقا تبين ارتباطهم المباشر بما يسمى "الأمن العام".


فيما أحد المعتقلين لم يتردد في نشر صورة عبر "إنستغرام"، متباهياً بخروجه من التوقيف، مما يثير تساؤلات حول مدى جدية الوزارة في التعامل مع هذه الهجمات، ويفتح الباب أمام الحديث عن عنف "التفويض المستتر" الذي تستخدمه السلطة لإعادة تشكيل المجتمع وفق رؤيتها.


وأضاف الحافظ أن" هجوم ملهى "الكروان" جاء ليؤكد رسالة واضحة مفادها أن: القانون لا يلزم الجهات المعتدية، وأن السيطرة الفعلية على الأرض باتت بيد القوى المجهولة التي تعمل تحت مظلة السلطة.


وأوضح المحلل السياسي أن هذه الأساليب ليست جديدة، بل تمثل نهجا متبعا لدى الأنظمة التي تتقن إدارة الفوضى عبر أدوات العنف الموجه. مستشهدا بكتاب "إدارة التوحّش".


و أكد الحافظ أن الفوضى المخطط لها—سواء عبر التدخل المباشر أو الصمت المدروس—تُعدّ وسيلة فعالة لإخضاع المجتمعات عبر خلق واقع جديد تُحكم السيطرة عليه بالقوة.


  

ويرى الحافظ أن السلطة الانتقالية تجد نفسها أمام معضلة حقيقية، فهي بحاجة إلى العنف لترسيخ هيمنتها وإرهاب المجتمع، لكنها في الوقت ذاته مطالبة بإخفاء آثار هذا العنف. إنها سلطة تخشى المواجهة المباشرة، فتستعين بوكلاء الظل لإعادة هندسة المجتمع، في ممارسة ممنهجة لما وصفه بـ"الإنكار المنظّم"، حيث تتبرأ من الجرائم علنا، بينما تديرها من خلف الستار.


وختم الحافظ تحليله بالتساؤل: إلى متى تستطيع السلطة الانتقالية مواصلة هذه اللعبة الخطيرة؟ وهل تدرك أنها قد تصل إلى لحظة تفقد فيها السيطرة على الأدوات التي أطلقتها، لتصبح هي الضحية في نهاية المطاف؟