نبض سوريا - متابعة
أكّد خبراء ومحللون سياسيون أن التصعيد الأمني الأخير في محافظة السويداء السورية، رغم سريان الاتفاق بين وجهائها والحكومة، يُشكّل مؤشراً خطيراً على محاولات متعمدة لخلخلة الاستقرار، في ظل صمت رسمي يزيد تعقيد المشهد.
وأشاروا إلى أن استهداف قرى مدنية بالمدفعية بين درعا والسويداء يكشف تدخّل أطراف داخلية وخارجية تسعى لإفشال أي مساعٍ للتهدئة.
وقال الأكاديمي توفيق دوران في تصريح له،إن "التطورات الأخيرة ليست مجرد انتكاسة أمنية عابرة، بل رسائل مُتبادلة بين فاعلين محليين وإقليميين تُدار خارج أطر الاتفاقات الرسمية، ما يضع المدنيين في قلب صراع مصالح يتجاوز إرادتهم".
وأوضح أن "التصعيد يتزامن مع محاولات أهالي المحافظة الحفاظ على حيادٍ نسبي، لكن استهداف قرى حدودية أعاد إشعال مخاوفهم من أجندات قوى مسلحة تعارض تقليص نفوذها بذريعة التهدئة".
من جانبه، بيّن المحلل السياسي حسام الدين سلوم أن القصف الأخير كشف هشاشة التفاهمات، خاصة في مناطق تشهد انتشاراً واسعاً للسلاح وانقسامات مجتمعية.
وأكد أن أطرافاً عدّة ترى في الاستقرار تهديداً لمصالحها، سواء عبر إعادة ترتيب النفوذ محلياً أو بفعل تدخلات خارجية تهدف لإبقاء الجنوب السوري في حالة توتر دائم.
وحذّر دوران من تحوّل الاتفاق إلى "وثيقة شكلية" إن استمرّت الانتهاكات دون ردّ حازم، مشدداً على أن صمت الحكومة السورية يُضعف ثقة المجتمع المحلي ويُعقّد جهود الوساطة.
فيما لفت سلوم إلى أن "استمرار الغموض حول الجهات المسؤولة عن القصف يعزّز انعدام الثقة، داعياً إلى تحرك عاجل لمحاسبة الفاعلين وبناء التزام سياسي جادّ لحماية المدنيين من تداعيات العنف المتجدّد".