اللامركزية.. مفتاح الاستقرار في سوريا وسط غياب الرؤية الوطنية

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -  متابعة

أكد الكاتب والباحث السوري محمد العويدي أن تطبيق نظام اللامركزية يُعد خياراً واقعياً لتعزيز الاستقرار في سوريا، رغم الجدل المثار حوله، مشيراً إلى أنه قد يشكل حلاً لمعضلة الانقسامات العميقة التي خلَّفتها سنوات الحرب.  


وقال العويدي في مقال نشره على صفحته بموقع "فيسبوك"، تابعته وكالة "نبض سوريا"، إن "اللامركزية لا تعني مجرد توزيع السلطة جغرافياً، بل هي نموذج حكم قادر على إرساء دعائم الاستقرار السياسي والاجتماعي بعد سنوات من الصراع"، مُوضحاً أن "الحلول التقليدية القائمة على مركزة السلطة أثبتت فشلها في إدارة الأزمات المتراكمة، والتي أدت إلى انهيار البنى الاجتماعية والاقتصادية".  


وبين الكاتب أن "الوضع الراهن في سوريا، المتمثل بتدهور الأمن وانتشار التنظيمات الجهادية وعجز النظام عن إطلاق مشروع وطني شامل، يُعزز الحاجة إلى تبني اللامركزية كخيار عملي". 


واستشهد بنماذج دولية ناجحة، مثل سنغافورة التي حققت استقراراً عبر منح المناطق استقلالية في إدارة تنوعها العرقي، وسويسرا التي توزعت فيها الصلاحيات بين الحكومة الفيدرالية والكانتونات، مما حفظ توازنها الثقافي والديني.  


وأوضح أن "إسبانيا قدمت نموذجاً آخر عبر نظام الحكم الإقليمي الذي سمح لمناطق مثل كاتالونيا بإدارة شؤونها محلياً، رغم التحديات السياسية"، مشدداً على أن "اللامركزية ليست حلاً سحرياً، لكنها قد تكون المخرج الوحيد لسوريا لتحقيق التوازن بين المركز والأطراف، وتقليل التوترات، وإعادة بناء الثقة بين الحكومة والمواطنين عبر مشاركتهم في صنع القرار".  


واختتم العويدي بالتشديد على أن "نجاح اللامركزية يتطلب إدراجها ضمن رؤية سياسية شاملة تُعزز الحوار بين المكونات السورية، وتُحافظ على وحدة البلاد، معتبراً إياها رؤيةً لإدارة التنوع وليس مجرد أداة إدارية، على غرار ما أثبتته التجارب العالمية في تحقيق السلام الداخلي".