الحماية ليست انفصالاً
صرخة وطن يبحث عن بقاء في ظلّ ثورة لم تعد تشبه وجهه

  • A+
  • A-

 نبض سوريا -متابعة

 أكد المحلل السياسي محمد هويدي حق  الأقليات في طلب الحماية الدولية  لأن من يُفترض أنهم “يمثلون الثورة” في سوريا، لم يعودوا يشبهون سوريا.


وقال المحلل في مقال نشره على صفحته على فيسبوك" تابعته وكالة" نبض سوريا "أول من طالب بالحماية الدولية لم تكن الأقليات، بل السوريون أنفسهم، ب “جمعة التدخل الدولي لحماية المدنيين”، عندما شعر الناس أن العالم تركهم وحدهم أمام القصف والمجازر والاعتقال والتعذيب.


وتابع المحلل" إذا فكرة الحماية الدولية لم تولد من شعور طائفي أو من مشروع تقسيم، بل من إحساس جماعي بالخوف والخذلان موضحا انه مع مرور السنوات، تغيّر شكل الثورة، وتغيّرت القوى التي تدّعي تمثيلها حيث ظهرت حكومات ومجالس وكيانات، معظمها لم يقدّم نموذجا وطنيا جامعا بل على العكس، صار بعضها يتحدث بلغة لا تشبه السوريين، لا في خطابها، ولا في رموزها، ولا حتى في مقاتليها.


وتساءل المحلل كيف نُقنع الأقليات بالاطمئنان، ونحن نرى حكومة تمثل لونا واحداً، ترفع شعاراً دينياً ضيقا، وتمنح المناصب لمقاتلين أفغان وشيشان وتركستان؟ كيف تطلب من أبناء الساحل أن يثقوا بمشروع سياسي، لم يحاسب احدا على المذابح التي حصلت في قراهم؟ لم يفتح ملفا، لم يعتذر، لم يعترف حتى!


وبين  المحلل انه عندما تُسحب العدالة من المعادلة، يصبح الخوف هو سيد الموقف،  وحين يشعر أي مكوّن أنه مكشوف الظهر، بلا ضمانات، بلا حماية، فمن الطبيعي  أن يبحث عن بديل سواء كان ذلك عبر مطلب دولي، أو عبر شكل من أشكال الحماية  هذا ليس انفصالاً عن الوطن، بل صرخة من أجل البقاء فيه.


وأضاف المحلل كبعض من يتصدرون المشهد اليوم يظنون أن تطبيعهم مع الخارج يكفي لاهثين خلف الاعترافات والاتفاقيات، ظنا أن هذه الأوراق ستمنحهم شرعية. لكنهم ينسون أن الشرعية لا تُؤخذ من تل أبيب أو من واشنطن، بل من الناس.


واختتم الكاتب بالقول : حتى لو طبّعتم مع الكوكب كله، إن لم تطبّعوا مع شعبكم أولًا، فلن تكسبوا شيئًا مشيرا  إلى ضرورة حماية كل من عيش في سوريا مهما كان طيفه أو اسمه أو طائفته. وإلا، فلن يلومهم  أحد إن بحث كلٌّ عن خلاصه على طريقته.