نبض سوريا - حمص
منذ أشهر، اختفت الشابة نغم عيسى في مدينة حمص وهي في طريقها إلى عيادة نسائية لمتابعة حملها. كانت عروسًا حديثة الزواج، خرجت صباحًا ولم تعد.
لاحقاً، أعلنت وسائل محلية العثور على جثة امرأة مقتولة بالرصاص، قيل إنها تعود لنغم. لكن المفارقة أن الجثة لم تكن لها، فيما ظل مصيرها الحقيقي طيّ الغموض.
مصادر من داخل المدينة تحدثت عن أن نغم اختُطفت على يد عنصر تابع لإحدى الجهات الأمنية، في حادثة سرعان ما أُغلقت ملفاتها دون تحقيق أو مساءلة. ومع مرور الوقت، بدأت تظهر مؤشرات على محاولة السلطة طمس الجريمة وإعادة إنتاجها برواية جديدة.
اليوم، انتشر مقطع مصوّر يظهر فيه ذوو نغم وزوجها يتحدثون عن أنها تركت منزلها بإرادتها وذهبت مع شاب آخر. الفيديو بدا أشبه ببيان رسمي مُلقّن، قالت مصادر حقوقية إنه تم تسجيله تحت ضغط مباشر من الأجهزة الأمنية لإغلاق القضية وتحويل الضحية إلى متهمة.
في حمص، كما في مناطق أخرى، تتكرر هذه الأساليب الدعائية لتبرئة السلطة وتبرير اختفاء النساء. إذ تُجبر العائلات على الظهور العلني بنسخة منقّحة للحدث، تخفي الخطف وتُبرز "الهروب"، وتحوّل الفضيحة من جريمة أمنية إلى مسألة أخلاقية.
ناشطون محليون يؤكدون أن قضية نغم عيسى ليست حالة فردية، بل نموذج واضح لنهج أوسع يستهدف النساء والأقليات في سوريا عبر الخطف والقتل الممنهج والتهديد الصامت.
ويشير أحدهم إلى أن "السلطة في هذه المناطق لا تكتفي بإخفاء الضحايا، بل تعمل على اغتيال روايتهم كي تبقى الصورة الرسمية نظيفة من الدم".
في النهاية، تظل نغم عيسى رمزًا لضحايا لم تُعرف نهايتهم بعد، ولسلطة تحاول أن تكتب الرواية الأخيرة، حتى ولو على جثث من خطفتهم.