 
			
			
		 
							نبض سوريا - خاص
إيناس محمد
انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا فيديو يظهر ضباطا ليبيين يسألون مقاتلا مصابا عن اسمه ومن أين أتى فأجابهم أنه سوري من مدينة حمص.. وفي الوقت نفسه ظهر مسن في مدينة إدلب يلتف بالعلم ذي النجمات الثلاث الحمر، ويهدد أردوغان الذي -على حسب زعم الشيخ - جنده مع آلاف السوريين للقتال في أذربيجان وليبيا ويوحي بأنه (استغلهم).. ما يوجه الأنظار مجددا حول استغلال تركيا للحاجة المادية للشبان السوريين واستغلالهم لتنفيذ أجنداتها الخارجية بحسب تعبير كل من فرنسا وأمريكا.
ما الذي تريده تركيا من ليبيا وأذربيجان والنيجر؟
تسعى أنقرة لتأمين نفوذ جغرافي واقتصادي يضمن لها الوصول إلى مصادر الطاقة الحيوية، خاصة الغاز.
في ليبيا، تطمح تركيا إلى تثبيت اتفاقياتها البحرية مع حكومة الوفاق لضمان نصيبها من غاز شرق المتوسط، وتوسيع حضورها في شمال أفريقيا.
أما في أذربيجان، فقد وجدت في حرب ناغورني قره باغ فرصة لتعزيز تحالفها الطاقوي مع باكو، بوابة الغاز إلى أوروبا.
وفي النيجر، تحاول أنقرة ملء الفراغ الذي تركه انسحاب القوات الغربية، عبر نشر مقاتلين سوريين لحماية مناجم ومشاريع تركية.
بهذا، يتحول المرتزقة السوريون إلى أداة قتالية في "حرب الغاز" التي تنتهجها أنقرة.
كيف تجند تركيا الشبان السوريين في ليبيا وغيرها؟ وما هو مصيرهم؟
تتم عمليات التجنيد عبر سماسرة محليين في مناطق الشمال السوري الخاضعة للنفوذ التركي، مقابل عمولات مالية بين 100 و300 دولار.
تُغرِي أنقرة المجندين برواتب تتراوح بين 1500 و2000 دولار شهرياً، ووعدٍ بالجنسية التركية، مستغلةً الفقر المدقع في المخيمات.
يتم نقل المجندين من سوريا إلى معسكرات تدريب تركية، ثم إلى ليبيا أو أذربيجان أو النيجر.
وفق المرصد السوري، أُرسل حتى الآن أكثر من 20 ألف مقاتل، بينهم 350 طفلاً دون سن الـ18، قُتل منهم المئات، وعاد آلاف آخرون بلا رواتبهم ولا الجنسية التركية.
كثيرون منهم اكتشفوا لاحقاً أنهم زُجّوا في الخطوط الأمامية للمعارك، أو استُخدموا كحراس لمنشآت تركية، في انتهاك واضح للقانون الدولي.
ما هو الموقف الدولي من تجنيد تركيا لمقاتلين سوريين؟
أثار السلوك التركي انتقادات واسعة، خصوصاً من واشنطن وباريس، اللتين اتهمتا أنقرة بـ"تدوير المقاتلين" في صراعات تخدم مصالحها الجيوسياسية.
الولايات المتحدة فرضت عقوبات عام 2020 على شركة "سادات" التركية التي تُتهم بتنظيم النقل الجوي للمرتزقة.
أما أوروبا، فاكتفت بالتنديد الدبلوماسي دون تحرك فعلي، في ظل انشغالها بملف الطاقة واللاجئين.
المنظمات الحقوقية، وعلى رأسها المرصد السوري والمركز السوري للعدالة والمساءلة، وثقت جرائم تجنيد قسري واستغلالاً للأطفال، لكنها لم تلقَ استجابة أممية فعالة.
دور تركيا في تغيير النظام السوري ومحاولاتها لبسط نفوذ عسكري في الساحل لاستغلال الغاز المكتشف في المتوسط بالإضافة لحفاظها على ما سيطرت عليه في الشمال.. كل هذا بات مكشوفا؛ وصرخة مسن سوري تم استغلاله للقتال في ليبيا ربما توقظ النائمين في عسل الحلم التركي، فيكتشفون أنهم ليسوا سوى وقود متنقل بين حرب وأخرى لتحقيق طموحات تركيا - الغازية -