يحذر من " مستقبل أفغاني"
رئيس أساقفة: الوجود المسيحي في سوريا يتعرض للموت البطيء

  • A+
  • A-

 نبض سوريا - متابعة

في تحذير صادم، كشف رئيس الأساقفة السرياني الكاثوليكي جاك مراد عن "موت بطيء" يهدد الوجود المسيحي في سوريا، محذراً من أن البلاد تتجه نحو "نسخة من أفغانستان" إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه.


جاءت هذه التصريحات خلال فعالية خاصة في العاصمة الإيطالية روما نظمتها المؤسسة البابوية "عون الكنيسة المحتاجة"، حيث قدم مراد صورة قاتمة عن واقع المسيحيين في سوريا، مؤكداً أن الكنيسة تعيش "وضعاً لا يحتمل ولا يمكن استمراره".


نزيف بشري لا يتوقف


كشف رئيس الأساقفة عن تراجع كارثي في أعداد المسيحيين، من 2.1 مليون عام 2011 إلى أرقام غير محددة بدقة اليوم، في مؤشر على فشل جميع الجهود المحلية والدولية في كبح جماح موجة الهجرة التي تلتهم الوجود المسيحي التاريخي في المنطقة.


وأوضح مراد أن أسباب هذا النزيف البشري "لا تتعلق بالكنيسة، بل بالوضع السياسي والاقتصادي الكارثي"، مشيراً إلى أن" المسيحيين يهاجرون بحثاً عن مستقبل أفضل في ظل غياب الأمان والاستقرار".


مستقبل مظلم وتحذيرات من التهميش


وشدد الأسقف مراد على أن وقف نزيف الهجرة "لن يكون ممكناً قبل تأسيس نموذج سياسي واضح للحكم في سوريا، ونظام أمني قوي يعيد الثقة إلى الناس"، محذراً من تداعيات استمرار الوضع الراهن.


ولم يتردد رئيس الأساقفة في الإشارة إلى معاناته الشخصية عندما قال: "لم نصل بعد إلى مستوى العنف في أفغانستان، لكننا لسنا بعيدين عنه أيضاً"، في إشارة إلى خطورة الوضع الأمني.


نداء عالمي واستغاثة إنسانية


وجه مراد نداءً عاجلاً إلى "جميع أصحاب النوايا الحسنة لاتخاذ خطوات عملية لإنهاء العنف وتحقيق العدالة"، معتبراً أن "غياب العدالة هو نتيجة ستين عاماً من القطيعة بين الدولة والشعب".


وتطرق إلى قضية مرتفعات الجولان محذراً من أي اتفاقية سلام مع إسرائيل قد تتضمن التنازل عنها، مؤكداً أن ذلك "سيحرم سكان دمشق من مصادر المياه ويجعلهم عبيداً".


يذكر أن الأسقف مراد، البالغ من العمر 57 عاماً، عايش المعاناة السورية عن قرب بعد أن اختطفه تنظيم "الدولة الإسلامية" عام 2015 من مدينة القريتين بريف حمص، ليقضي عدة أشهر في الأسر قبل أن يهرب بمساعدة مسلمين من المنطقة، في قصة إنسانية تؤكد على قيم التعايش التي ما زالت قائمة رغم كل الظروف.