نبض سوريا - مقال
هل نحن أمام مشهد عابر أم حلقة جديدة من سلسلة التحركات المريبة؟! هكذا استيقظ السوريون على صورة الصحفي الإسرائيلي إيتاي أنجيل يحتسي قهوته في مقهى دمشقي، مشهد أشعل الغضب وأثار الأسئلة: كيف دخل؟ ومن سمح له بذلك؟
*رحالة في أرض الخصوم؟!*
أنجيل، الصحفي في برنامج "عوفدا" على القناة 12 الإسرائيلية، نشر صورته من قلب دمشق، مرفقًا إياها بعبارة: "من دمشق... بالحب!"، لكن أي حب هذا؟ وهل باتت الحدود، التي رسمتها عقود من العداء والمواجهات، مجرد خطوط باهتة على خرائط القوى الكبرى؟
ظهر أنجيل في مشاهد ترويجية لوثائقي عن سوريا ما بعد الأسد، يتجول وسط الحشود، يجلس في مسجد، بل ويصل إلى داخل السفارة الإيرانية! أليس هذا أشبه بفيلم استخباراتي حيث يدخل العميل إلى عمق معسكر العدو؟ هل نعيش في زمن "كامب ديفيد" جديد، لكن بصيغة خفية؟!
الاحتجاجات تشتعل... والشكوك تتزايد
الغضب الشعبي لم يتأخر، فسوريون دعوا إلى تظاهرات تطالب بطرده، مؤكدين أن "لا مكان للمستوطنين في سوريا". لكن كيف عبر الحدود؟! في 2012، دخل أنجيل سوريا بجواز أوروبي، لكنه أيضًا استخدم جوازًا أمريكيًا للوصول إلى العراق. هل نحن أمام صحفي، أم رجل بمهام خاصة، يبدل جوازاته كمن يبدل أقنعته؟!
*الكيان والتمدد الجديد*
تزامن الغضب من زيارة أنجيل مع تصعيد خطير في الجولان المحتل. إسرائيل لم تكتفِ باحتلالها، بل وسّعت سيطرتها بعد سقوط دمشق، مستغلة الفوضى، تمامًا كما فعلت القوى الاستعمارية بعد الحرب العالمية الأولى عندما قُسّمت المنطقة باتفاقيات سايكس-بيكو. واليوم، يعلن نتنياهو بصراحة: "سنحتل المنطقة العازلة لأجل غير مسمى!"، ليعيد للأذهان سيناريو اجتياح لبنان 1982 عندما قيل إن الاحتلال "مؤقت"، لكنه استمر 18 عامًا!
*إعلامي أم جندي في الميدان؟!*
لم تكن سوريا محطته الوحيدة، فقد ظهر أنجيل في العراق، جنوب لبنان، بل ومؤخرًا كان في غزة، ملتحقًا بالقوات الإسرائيلية خلال مجازرها في بيت حانون. هل هو مجرد صحفي مغامر؟ أم أن الصحافة هنا غطاء لحركة أوسع، تمامًا كما فعل الصحفيون الغربيون الذين تسللوا إلى المنطقة في القرن الماضي كمبعوثين سريين؟
نحن أمام مشهد يتجاوز زيارة عابرة، بل أمام تحركات تحمل في طياتها أكثر مما تراه العين!