نبض سوريا - متابعة
غاب مصطلح "الديمقراطية" بشكل لافت عن البيان الختامي لمؤتمر الحوار الوطني، كما تجنَّب مسؤولو المرحلة الانتقالية استخدامه في خطاباتهم، وكأنه وقع تحت طائلة "التحريم" أو اُعتبر لفظاً مُشيناً، رغم كونه مجرد مفهوم سياسي وفكري عابر للحدود. يُثير الاستغراب أن بعض من يرفضون المصطلح لا يجدون غضاضة في استخدام كلمات مثل "الكومبيوتر" و"الآيفون" و"الديموغرافيا"، لكنهم يُصابون بـ"التشنُّج" فور سماعهم كلمة "الديمقراطية" أو رؤيتها مكتوبة، وكأنها جريمة تُهدد القيم أو تُخدش الحياء العام!
الأكثر إثارة للتساؤل أن مشاركين في المؤتمر – ممن تلقوا تعليمهم في جامعات غربية واستخدموا المصطلح في مقالاتهم لسنوات – امتنعوا عن "تضمينه" ولو بشكل عابر في بيان المؤتمر، رغم زخم النقاشات. فهل تحوَّلت "الديمقراطية" إلى كلمة نابية في القاموس السياسي المحلي؟ أم أن ثمة هواجس خفية تربطها بتهديد الوحدة الوطنية أو الاستقرار؟! السؤال يظل مُعلَّقاً بانتظار إجابات تُزيح غموض هذه "المفارقة" الغريبة.