عمال المخابز وتجربة تصغير الرغيف: خسائر مالية وتحديات إنتاجية تكبد الدولة مليارات الليرات

  • A+
  • A-

 نبض سوريا - خاص

أدت تجربة تصغير حجم رغيف الخبز في سوريا إلى خسائر مالية ضخمة وصلت قيمتها إلى المليارات، وفقاً لمعطيات كشفتها مصادر ميدانية. فقد ارتفع استهلاك المازوت في إنتاج الطن الواحد من الخبز من 55–60 لتراً قبل التصغير إلى ما بين 80–100 لتر حالياً، ما شكل عبئاً إضافياً على الموارد النفطية المحدودة.  


كما تضاعفت المدة الزمنية لإنتاج طن الطحين من ساعة ونصف إلى ثلاث ساعات أو أكثر، نتيجة تعقيدات تتعلق بمراحل الإنتاج الجديدة، الأمر الذي رفع من استهلاك الوقود وزاد التكاليف التشغيلية. إضافة إلى ذلك، تراجعت القدرة الإنتاجية للمخابز بنسبة ملحوظة، حيث انخفض إنتاج المخبز الواحد من 14–16 طناً يومياً إلى 9 أطنان فقط، ما أثر على قدرة هذه المنشآت على تلبية الطلب المتزايد.  


وتفاقمت التحديات مع العودة الكبيرة للأسر إلى مدينة دمشق بعد تغيرات سياسية، ما رفع الكثافة السكانية وضاعف الضغط على قطاع المخابز وسط موارد محدودة. من جهة أخرى، أكدت "المؤسسة السورية للمخابز" استحالة العودة إلى مقاس الرغيف الكبير، مشيرة إلى خطة لتركيب خطوط إنتاج جديدة تتوافق مع الحجم الصغير، إلا أن هذه الخطوة ستكون مكلفة مالياً وتضيف أعباء جديدة على الخزينة العامة.  


حركة التعديلات الأخيرة تطرح تساؤلات حول جدواها الاقتصادية والاجتماعية في ظل استمرار الأزمات المعيشية، بينما تواصل الجهات المعنية البحث عن حلول لتحقيق التوازن بين متطلبات المواطنين وضبط الخسائر.