نبض سوريا - متابعة
في ليلة مشحونة بالأحداث، وبينما كانت تركيا تغلي بعد اعتقال أكرم إمام أوغلو، المنافس الأبرز لأردوغان، شهدت البلاد انقطاعاً واسع النطاق لمنصات التواصل الاجتماعي. فجأة، وبدون سابق إنذار، اختفت أصوات المعارضة، وتعطلت أهم نوافذ التعبير الحر في البلاد، وكأن السياسة امتدت أصابعها إلى الإنترنت، لتكمم الأفواه في الفضاء الرقمي كما في الواقع.
اعتقال يهز الساحة.. وقيود رقمية تثير الريبة!
لم يكن توقيف إمام أوغلو حدثاً عادياً، بل زلزالاً سياسياً هزّ الشارع التركي، خاصة وأنه جاء بعد إلغاء شهادته الجامعية بقرار مثير للجدل، في خطوة قد تقطع طريقه إلى الرئاسة. لكن ما زاد من تسارع الأحداث هو العطل المفاجئ الذي ضرب منصات إكس، يوتيوب، تيك توك وإنستغرام، ما دفع الكثيرين للتساؤل: هل هو خلل تقني أم "صمتٌ مفروض"؟
"نت بلوكس" تكشف المستور
منظمة "نت بلوكس" لم تتأخر في كشف الحقيقة، مؤكدة أن الحكومة التركية قيدت الوصول إلى منصات التواصل، مما زاد من الشكوك حول ارتباط هذه الأعطال بحملة التضييق على إمام أوغلو وأنصاره. ومع تصاعد التوتر في الشوارع، أصدرت ولاية إسطنبول قراراً بمنع التظاهرات حتى 23 مارس، في محاولة واضحة للسيطرة على الموقف ومنع تصاعد الغضب الشعبي.
تركيا.. هل دخلت عصر "الانغلاق الرقمي"؟
ما حدث ليس جديداً على المشهد التركي، لكنه يحمل مؤشرات خطيرة. فاللجوء إلى تقييد المنصات الرقمية كلما اندلعت أزمة سياسية يكشف عن نهج ممنهج في قمع الأصوات المعارضة، ليس فقط في الميادين والشوارع، بل حتى على الشاشات والهواتف.
ومع دخول تركيا مرحلة سياسية حساسة، يتساءل كثيرون: إذا كانت حرية الإنترنت تُحاصر في لحظات الأزمات، فماذا عن حرية الانتخابات؟ وهل ينجو الاقتصاد من موجة الغضب التي قد تهدد مستقبل البلاد؟