نبض سوريا - حمص
تشهد مناطق في سوريا، وخاصة مدينة حمص وريف دمشق، تصاعداً خطيراً في الاعتداءات والتهديدات الموجهة ضد الطائفة المسيحية، في إطار توسع انتهاكات فصائل متشددة تستهدف الأقليات.
وأثارت حوادث الترهيب الأخيرة مخاوفاً من زعزعة الاستقرار الاجتماعي في بلدٍ تشكل مهداً للتنوع الديني والثقافي.
وذكر مصادر محلية أن "التوترات والانتهاكات تفاقمت في حي الوعر بمدينة حمص، بعد رصد عبارات تهديدية كُتبت على سيارة مُركنة أمام كنيسة القديسين بطرس وبولس، حملت رسالةً مفادها: لقاؤنا قريب يا عباد الصليب" ، الأمر الذي أثار غضباً وقلقاً واسعاً بين أبناء الطائفة، الذين رأوا في هذه العبارة تهديداً صريحاً لهم ولوجودهم.
وفي تطور متزامن، تعرضت كنيسة مار جرجس في بلودان بريف دمشق لهجومٍ من قبل مسلحين، حيث تم خلع نوافذها، ورُشّت مقاعدها بالبنزين، قبل أن يُلقي المهاجمون قنبلتين داخلها. ولحسن الحظ، لم تنفجر القنبلتان، مما حال دون وقوع خسائر بشرية.
هذه الاعتداءات ليست مجرد استهدافٍ للطائفة المسيحية فحسب، بل تُنذر بتهديد السلم الأهلي في سوريا، التي تشهد أصلاً تراجعاً حاداً في أعداد المسيحيين بسبب الاضطهاد والنزوح في فترة سيطرة "تنظيم الدولة" على اجزاء كبيرة من سوريا .
وتشير مصادر إلى أن عددهم اليوم لا يتجاوز 400 ألف، بعد أن كانوا يشكلون جزءاً رئيسياً من نسيج المجتمع السوري.
يأتي هذا التصعيد في سياقٍ معقدٍ يعكس تحديات حماية التنوع في بلد يعتبر رمزاً للتعايش بين الأعراق والديانات، ما يدفع نحو دعوات محلية ودولية عاجلة لوقف هذه الانتهاكات والحفاظ على ما تبقى من استقرار.