نبض سوريا - متابعة
كشفت منصة The Cradle أن مجرد التفكير في استقبال أحمد الشرع في بغداد ليس سوى "طعنة في ذاكرة العراقيين"، كما وصفته، مشيرة إلى أن هذا الرجل الذي يَفترض به أن يُمثل دولة، قضى فصولاً من حياته خلف القضبان في العراق بتهم الإرهاب، واليوم يُستقبل بالأعلام وكأن شيئاً لم يكن.
الغضب الشعبي لم يكن عابراً؛ بل بلغ حد القول إن حتى "الجحيم له قانون"، في إشارة إلى أن المناصب لا تمحو السجل الإجرامي. فبحسب أحد النواب الغاضبين، استقبال الشرع بهذا الشكل هو أكثر من استفزاز: هو "إذلال ممنهج" لمن فقدوا أبناءهم في سنوات الدم.
حرصت The Cradle على توضيح أن العراق لم يوجه الدعوة بمحض إرادته، بل فرضتها الجامعة العربية ضمن بروتوكولات القمة، ما وضع بغداد في زاوية سياسية حرجة.
من جهتها، لم تهادن قوى المقاومة: قيس الخزعلي اعتبر أن وجود الشرع في بغداد "خرق قانوني يستوجب الاعتقال لا التصفيق"، فيما أبو علي العسكري وصف الأمر بـ"تكريم لجلّاد الأمس"، رافضاً أن تُغسل ذاكرة النصرة بالتصوير والبروتوكولات. فراس الياسر من حركة النجباء رأى في لقاء السوداني بشرع "انحناءة مهينة" أمام ضغوط أميركية وخليجية، بينما النائب الشيخ ثائر المخيف رفض منطق التسويات قائلاً: "لسنا ساحة غفران... من قتل أبناءنا لا يُكرّم".
دعوة الشرع، بما حملته من استفزاز رمزي وجراحي، أعادت فتح جراح العراق التي لم تندمل. وكما قالت The Cradle، الأمر لا يتعلّق فقط بضيف ثقيل الظل، بل بموقف أخلاقي جوهري: هل تُغضّ الدولة الطرف عن دماء أبنائها من أجل صورة جماعية؟ أم تصمد أمام الضغط الإقليمي وتقول: لا كرامة لشعب يستقبل قاتله؟