نبض سوريا - متابعة
حذّر المحلل السياسي مصطفى رستم من مخاطر أمنية وسياسية محتملة للتجمعات المزمعة اليوم الأحد، مشيراً إلى أن المشاركين قد يقعون في فخين رئيسيين يُستغلان لتعزيز شرعية جهات تُوصف بـ"فاتح دمشق"، أو تكبيلهم كرهائن في صفقات مستقبلية. جاءت تحذيرات رستم عبر بيان مكتوب، اعتذر فيه عن عدم الظهور عبر الفيديو بسبب ظروف أمنية، مُبرزاً تحليلاً مفصّلاً لتداعيات هذه التحركات.
وأوضح رستم أن المطالبة بمطالب محددة خلال هذه التجمعات قد تمنح "فاتح دمشق" الشرعية التي يسعى للحصول عليها، خاصةً في ظل التضييق المتزايد عليه بعد التطورات الأخيرة في جنوب سوريا ومنطقة جرمانا، وفشله في جرّ المشهد الساحلي إلى صالحه أو فتح معارك قبل أوانها. وشدد على ضرورة إبقاء هذه الجهة "فاشلة بالسيف والسياسة"، والتحكم بالمشهد من قبل القوى المعارضة لها.
أما الفخ الثاني، بحسب رستم، فيكمن في أن المشاركين في التجمعات قد يصبحون "رهائن" لدى "فاتح دمشق"، الذي يُحافظ على وجودهم كأوراق تفاوضية لصفقات تبادل مستقبلية، خاصة مع توقعاته بتحولات دراماتيكية في المشهد السوري خلال الأسابيع المقبلة.
وأكد أن الإفراج عنهم لن يتم حتى لو تصاعدت الضغوط، لأن الهدف الأساسي هو استخدامهم كضمان لتحقيق مكاسب لاحقة.
ولفت المحلل إلى أن "الكواليس خطيرة جداً"، وأن بعض المشاركين قد ينخرطون بحسن نية في خطوات لا يدركون تداعياتها، معتقدين أنهم "يفعلون الخير لأهلهم"، بينما هم في الواقع يُغذون أجندات خفية.
واختتم بتوجيه تحذيرٍ من كشف كل المعلومات، مُذكراً بأن المعركة الحقيقية هي ساحة سياسية وأمنية معقدة، تتطلب حذراً استثنائياً لتجنب الوقوع في شباك الأطراف المُتنافسة.
هذا التحليل يأتي في سياق تصاعد التحركات الشعبية والسياسية في مناطق سورية عدة، وسط مخاوف من استغلالها لتعزيز نفوذ فصائل أو إضعاف أخرى، وفقاً لقراءة رستم التي تجمع بين البُعد الأمني وحسابات القوة على الأرض.